أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل والمشاركة معنا
إذا أعجبك المنتدى يمكنك أن تضغط على زر أعجبني أعلى الصفحة .... شكرا لزيارتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


(( الحكمــة لله وحــده ، وإنمـا للإنسان الاستطاعـــة في أن يكون محبًا للحكمة تواقًا الى المعرفة باحثًا على الحقيقة )) سقراط.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
المواضيع الأخيرة
» " فينومينولوجيا المعيش اليومي" من منظور المفكر مونيس بخضرة .
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالإثنين أبريل 17, 2017 2:59 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالسبت أبريل 15, 2017 2:26 am من طرف الباحث محمد بومدين

» كتاب فاتحة الفتوحات العثمانية
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:21 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» برنامج قراءة النصوص العربية
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالخميس أغسطس 18, 2016 2:12 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» إشكالية الحرية فى الفكر الفلسفى
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالخميس ديسمبر 17, 2015 11:19 pm من طرف soha ahmed

» المغرب في مستهل العصر الحديث حتى سنة 1603م
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالأربعاء نوفمبر 25, 2015 8:24 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:41 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:33 pm من طرف الباحث محمد بومدين

»  هكذا تكلم المفكر الجزائري " د . الحــــــــــاج أوحمنه دواق " مقاربات فلســـــفية " بين الضمة و الفتحة و الكسرة "
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 8:30 pm من طرف الباحث محمد بومدين

» دخول اجتماعي موفق 2015/2016
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالجمعة سبتمبر 04, 2015 4:07 am من طرف omar tarouaya

» أنا أتبع محمد...
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالإثنين يناير 19, 2015 3:08 pm من طرف omar tarouaya

» بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالإثنين ديسمبر 01, 2014 2:12 pm من طرف omar tarouaya

» مرحيا يالاعضاء الجدد
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالسبت أكتوبر 11, 2014 11:16 pm من طرف omar tarouaya

» لونيس بن علي، التفكير حول الدين ضمن الحدود الإنسانية للمعرفة
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالأحد أغسطس 31, 2014 12:55 am من طرف عبد النور شرقي

» تحميل كتاب الحلل البهية في الدولة العلوية الجزء الثاني
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالخميس أغسطس 28, 2014 1:33 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» في رحاب الزاوية الحجازية بسطيف
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالأحد أغسطس 17, 2014 12:37 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

» العز والصولة في معالم نظام الدولة
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالجمعة أغسطس 15, 2014 2:41 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير ( 12 مجلدا )
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالخميس أغسطس 14, 2014 11:10 pm من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب حول تاريخ الحضنة والمسيلة وما جاورها
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:23 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

»  كتاب مهم في الانساب الجزائرية
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالإثنين يوليو 28, 2014 11:22 am من طرف مؤرخ المغرب الأوسط

سحابة الكلمات الدلالية
محمد السؤال المنطق الفلسفة سقراط الموضوعية مقالة الحرب الظواهرية البحث الفكر الفلسفي اللغة المغلق مقال الانسان الفيض النسق الذاتية الامام الفلاسفة الحيوان نظرية فلسفة المسلمين العالمية

 

 مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مؤرخ المغرب الأوسط
المدير العام
المدير العام
مؤرخ المغرب الأوسط


عدد المساهمات : 1632
التقييم : 39
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
العمر : 39
الموقع : مؤرخون وفلاسفة

مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Empty
مُساهمةموضوع: مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين    مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالثلاثاء يناير 04, 2011 3:50 pm

باسم الله الرحمن الرحيم
هذه الصفحة لها شروط
وأرجو من الإخوة الأعضاء احترام القانون لأن أي مشاركة ليستقانونية سوف تؤثر على سمعة صاحبها، ولن تحذف لأنه لا يمكن أستعمال ميزة الحذف في هذا المنتدى إلا للضرورة

1- يجب ان لا يتدخل أحد في هذه المناظرة إلا المعنيين بالأمر، حتى انتهاء المناظرة.
2- يسمح بالردود التهكمية المعقولة ...
3- لا يمكن أن يستعمل المناظر مشاركتين متتاليتين أبدا بل يجب على الطرفين التداول على المشاركات.
* يمكن للمتناظرين أن يتبادلا الرسائل الخاصة فيما بينهما

4- تمنح الحصانة التامة للمتناظرين في طرق أي موضوع مهما كان والإدلاء بأي كلام مهما كان نوعه أو خطورته.
االغضب الشديد االغضب الشديد االغضب الشديد االغضب الشديد االغضب الشديد االغضب الشديد االغضب الشديد االغضب الشديد


عدل سابقا من قبل مؤرخ المغرب الأوسط في الإثنين يناير 10, 2011 4:01 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http:///histoirphilo.yoo7.com
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Empty
مُساهمةموضوع: تفكيك...التفكيكية   مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالخميس يناير 06, 2011 3:40 pm

تفكيك... التفكيكية :

" إن التفكيكية و النزعة المحافظة تشكلان نوعا من التكافل حيث تتغذى إحداهما من الاخرى، وهكذا إستمر في الحياة أفكار تستحق الزوال" أيليس
لقد تحصلت التفكيكية على أعتراف واسع كإحدى أهم الحركات االفكرية في فرنسا و أمريكا و هي في الاساس حركة مابعد بنيوية ، و يعتبر جاك دريدا الشخصية الرائدة في تاريخ التفكيكية المعاصرة حيث نشر ثلاثة كتب هامة سنة 1967م وهي أن " علم النحو" و " الكلام و الظواهر" و " الكتابة والاختلاف " و تحتوي هذه الكتب على البحوث نقدية في الظواهرية " هوسرل" و الالسنية" دو سوسير" و التحليل النفسي " لاكان" و البنيوية" ليفي ستراوس".
سنحاول في هذه المحاولة تفكيك التفكيكية، و تفكيك ما يصعب تفكيكه ، لأن التفكيكية تعشق الترحال بين الدلالات من غير ما توقف ولانهاية، إنها حركة متمردة و ساخرة تأمن بالنقد و التهديم ، لا تعترف باليقين و لا بالحقيقة،تحطم كل أصنام المعرفة الانسانية و بديهياتها، تبعث دائما الشك و الظن و تكشف كل ماهو مستور، إنها تتخطى كل الخطوط الحمراء و و حتى البيظاء، لأنها فقط و ببساطة لا تأمن بالحدود أصلا و التي حسب نظرتها ماهي إلا مجرد أوهام تعارفت عليها الانسانية .
لكن رغم هذه الصعوبة سنحاول أن نستنطق دريدا و نناقشه في أفكاره وتحليلاته ، ونرفق هذه الافكار و التحليلات بالتقد و التمحيص و تبيان المأخذ التي وقعت فيها التفكيكية مستأنسيين بأقوال الفلاسفة الذين ناقظوا طرحهم أو ربما ردوا على إنتقادات قد مستهم على لسان دريدا نفسه.
أولا:معنى التفكيكية:
في رسالة لصديقه الياباني ، إعترف دريدا بأن التفكيك كلمة عصية على التحديد و التعريف و يتطلب على الأقل الشك و الظن في الكلمات و المفاهيم التي صيغت بها تلك الكلمات التي ألفتها و التي تسكن فيها أي لغة كانت، خاصة إذا علمنا أنه لا وجود للغة بريئة ، فكل لغة مشكلة من قرارات ومن أشكل للأقصاء التي يجب العمل على أدركها و فهمهما.
لكن الى حد الأن لم يحدد دريدا معنى واضح لتفكيكية و لكن دريدا حاول الاجابة على السؤال عن معنى التفكيك في كتابه مذكرات من أجل بل دي مان حيث قال " التفكيك بأختصار شديد،سأقول ذلك من دون جملة،إنه أكثر من لغة"
لكن الاشكال هنا لماذا الاختصار؟ ولماذا حاول تعريفها من دون جملة و اضحة؟ ليقف في الشطر الاخير من القول ليصرح بأنها أكثر من لغة ، و إذا أردنا تفكيك هذا المقطع الاخير بتعبير التفكيكية سنقف حقيقتا عند المعنى الاصعب و هو اللغة؟ و لكنها ليست لغة واحدة أنها أكثر من لغة، لكن أي لغة أو لغات يتكلم عليها دريدا؟
لا نخفي أن الدارسين قد حاولوا أن يجدوا تفسير للغة التي أرادها دريدا لكن : لماذا التكتم و عدم التوضيح و التصريح من دريدا لمفهوم اللغة التي كان يعنيها؟
ولن نجد إلا جواب لعدم التصريح إلا أن نظعه ضمن السياق العام لفلسفة دريدا ، لأن التحديد في حد ذاته هو خروج عن معنى التفكيك ، وقد كان تحديد دريدا لمعنى التفكيك مفاجأة كبرى لقرأه و متابعي فكره، ذلك أنه ظل طوال حياته يلمع لفكرة التفكيك من دون أن يحددها، و أن حددها فأنه ينفي جميع الصفات من دون أن يثبت صفة معينة، محاولا الحفاظ على عنصر التشويق داخل فلسفته، كالقصة التي تنتظر النهاية و إذ النهاية مفتوحة تفتح العديد من التفسيرات و التأويلات أمام المفكرين والدارسين و معشر القراء المهتمين.
ولكن أستاذنا الكريم لك أن تتصور معي منهج قائم بذاته دام سنوات عديدة لا يملك تعريفا وا ضحا؟ و إن كان لك تعريف فأفدنا ذلك ؟
ثانيا:منهج التفكيكية:
إن التفكيكية ليست نظرية و اضحة المعالم ،فهي لاتقوم على الكشف عن البنى الخفية للاشياء، وإنما هي ممارسة و نشاط و عملية إنتباه يقضة و حذر دائم ، التفكيك ليس نظاما فلسفيا و لا منهج يقوم على قواعد و خطوات معلومة ، و إنما هو عبارة عن توجه فلسفي في قراءة النصوص وطرح القضايا ، فالتفكيك يعد بمثابة فلسفة قائمة على القراءة النقدية للنصوص ، قراءة تجمع مابين التحليل النفسي و الماركسية و فلسفة هايدغر و مقاربة لتاريخ الفلسفة و الأدب و الفن بقصد الكشف عن الأليات و المنطلقات الثانوية وراء النصوص والاثار وبالتالي المساهمة في فهم المجتمعات و الثقافات.
أتستطيع أستاذنا الكريم أن تملك هذا الرصيد الفلسفي تحليل نفسي و ماركسية و فلسفة هايدغر و لا يكفي ذلك فقط بل أن تكون واعيا بالمنطلقات و الأليات؟
هذا هو الاشكال الذي جعل التفكيكية لا تتعدى شخص دريدا ؟ وحتى و أن تعدته فأنها بقت عرجاء ليست بالمعنى الذي سعى مؤلفه أن يوصلها الى قراءه.
وهنا نورد قول لدافييد هيمان يتسأل فيه حول الأثار التي يمكن أن تنتجه قراءة التفكيكية لكتاب كفاحي لأدولف هتلر: ألا يمكننا بقراءة تفكيكية أن نشدد على أن هتلر ينبذ اللاسامية الدينية؟ و يمكن تنويع نقد لهيمان عبر الإلحاح على طابع كتاب كفاحي المتعدد المعنى و المتناقض و على واقع أن قراءة التفكيكية لهذا النص تخاطر في كشف الى أي حد يقول الكاتب سرا عكس ماينوي قوله علانية، مثلا: هل ينبغي تخيل هتلر محبالسامية؟
إذن مانلاحظه أن التفكيكية تنفي شيأ تثبته،فهي تحاول أن تكشق أيديولوجية النص رغم أنها تفرأ النص بأيديولوجية أخرى مخالفة ، فهي دائما تؤكد على أن" كل كلام يلغم سرا ما يؤكده" و لتفترض معي أستاذ أن كلامي يحمل لغما لم أبوح به،إذا حاول معي أن تكشف هذا السر الذي قد أوكده؟ لا أظن أن تفكيكك قد يضفي الى نتيجة و حتى و أن وصل الى نتيجة فلربما لا تتطابق مع مسعى الكتابة لدي ، و قد تجيبني أن التفكيكية لا تأبه أن كان التأويل يتطابق أم لا بل تقوم بأرجاء المعنى و تعرضة للأزاحة أو الاحتمال ، لكن ماجدوى الكشف أن كان الكشف ليس صحيحا أو قريبا من الصحة حتى أن معنى كلمة كشف تتضمن كشف ماهو قد لا يترأى لنا من حقائق مبهمة و ليست أوهام .
المفاهيم الكبرى في التفكيكية :
ثالثا: الأثر: لقد دشن دريدا داخل حقل التفكير الفلسفي مجالا سماه" علم الكتابة" ولا يقصد بالكتابة هنا الحرف بل الخط و الحرف، أي ماهو مسجل مقابل مهو منطوق ، فهو يركز على ماهو مكتوب أي النص على الكلام، على الأثر لا على الصوت و لذلك يقول دريدا" لا شئ يو جد خارج النص" و قد كانت الفلسفة الغربية عموما تركز على الصوت أي أنها تركز على الكلام و مرتابة من الكتابة وهذا أيظا لا ينفي إعتقادها بفكرة مركزية الكلام و إعتقادها بوجود"كلمة" قصوى ونهائية تعطى صفة "الدال الأسمى" و تشمل من هذه العلمات: الله، الفكرة،الروح، الكونية، الأنا ، المادة....ألخ،غير أن دريدا يرى أن مثل هذا الدال الأسمى لا يعدوا إلا أن يكون مجرد وهم أخر ، ويطلق بذلك دريدا إسم " ميتافزيقا" على كل نظام فكري يعتمد على قاعدة أو ركيزة لا يمكن مهاجمتها.
لكن هذا التسبيق للكتابة على الكلام ، كان محل نقد الكثير من الفلاسفة ، إذ لا يمكن تبرير ذلك منطقيا و لا حتى و اقعيا و في ذلك يقول أيليس"حتى إذا سلمنا بأن الكلام لا يمكن أن يوجد قبل إمكانية الكتابة، فإن دريدا يسلم بأولوية الكلام المنطقية، لأن وجود الكلام هو الذي يجعل الكتابة ممكنة" حتى أن تعريف أرسطو للأنسان هو " أنه حيوان ناطق" و النطق يقصد به الكلمة و التي هي أسمى من الكتابة.
هنا نطرح التساؤل: مامحل الخطابات السياسية الجريئة من غير نص من التفكيك؟و ذلك بأعتبار أن التفكيكية تركز كثير على خطاب المؤسسات ، ثم أين يكمن الأختلاف فيما بين الكلام و الكتابة؟ بأعتبار أن مانكتبة هو كلام يطرح في العقل قبل أن يكون كتابة ، و حتى أن تناولنا مشكلة الأسبقية من الناحية الزمنية سنجد أن الكلام سابق على الكتابة بإعتبار أننا لا نحتاج فيه الى وسائط أو الى تقنية في الكتابة، ، و في الأخير : أليس الكلام جزء من الموروث الحضاري الأنساني؟ أم أننا نتبع منطق التفكيكية التي تسقط الكلام في مقابل الكتابة؟.
رابعا:الإرجاء: أم المفهوم الثاني الذي يشكل منطق التفكيكية، فهو أنه لا تطابق بين المعنى و العلامة، أوبين المنقول والمكتوب أو بين المفهوم و الموجود، مما يجعل من المتعذر القبض على حقيقة الشيأ و إكتناه ماهية الحديث ، فالمعنى يستعصى على الحصر، فهو يقبل غير تفسير أو تأويل ، ثم أن الأرجاء يقوم على إستحالة القطع والجزم في الحكم على الاشياء، مادام النص متعدد المعنى و الأثر ملتبس الدلالة ومزدوج الإحالة، ولذلك لا وجود لقول فصل أو لكلمة نهائية في موضوع معين أو أمر أو شأن و يورد هنا الدكتور "علي حرب"تشبيها لهذا الأجراء عند الفرقة الإسلامية العروفة بأسم المرجئة التي أمتنع أهلها عن أتخاذ موقف الصراع بين علي ومعاوية، مرجئين الحكم الى الله، وهكذا فالمعنى مؤجل أو مرجأ عند التفكيكية.
لكن إذا كانت المرجئة قد قامت بأرجاع القول الفصل و الحكم الى الله؟ فالتفكيكية لمن ترجأ قولها؟ ألا يعد هذا تهربا؟ لماذا نقرأ النصوص أذا كنا لا نقف على حقيقتها؟ أم أننا نقرأها من أجل أن نغذيها بهرطقاتنا و أيديولوجياتنا وننسبها للمؤلف و نقول في الأخير وبكل بساطة: هذا مالم يقله المؤلف أو كان يمتنع عن قوله؟ ألا يعد هذا تلفيقا؟
خامسا:التناص أو مقولة النص: يقول دريدا" لاشئ يوجد خارج النص" ويعني بذلك دريدا أن للنص أثره ووقائعيته بمعزل عن مؤلفه، لأن النص يعني أنه أقل أو أكثر أو غير مايقوله مؤلفه، مما يجعل المعنى رهن قارئه الذي يقرأ في النص مالا يريد على ذهن مؤلفه،وهكذا كل قراءة تنتج معناها و تخلق حقيقتها وتقوم بصرف اللفظ ونسخ المعنى وتحويل المفهوم على سبيل الزحزحة و الإحالة ، مما يضعف النص عبر القراءات المتباينة و المتلاحقة وبصورة تتسع معها دوائر تأثيره وتتعاظم مفاعيله.
إذن يقوم دريدا على أسقاط المؤلف أثناء قرأة النص،لأنه لايوجد معنى متطابق مع نفسه و ذلك عبر تأكيده أنه لاشئ يقع خارج النص و أن المعنى يخون نفسه بأستمرار.
لكن أثناء قرأتي لفلسفة دريدا نفسه وجدت تطابق كبير بين المؤلف ونصوصه و أقصد المؤلف الكيان الشخصي في شقه النفسي و الاجتماعي، إذ توصف حياة دريدا بأنها مفككة وهذا التفكك أنطبع على فلسفته بشكل عام، و قد كتب دريدا واصفا نفسه"أني أملك وعيا حادا بحدود الهوية" لقد كان دريدا يعي تماما أنه يهودي من الجزائر، و أنه مقطوع من جذوره اليهودية العربية،وأنه بحسب بعبارة الفيلسوف الألماني مارتن هايدغرلم يستطع أن يسكن في لغة أجداده العربية و العبيرية،وأنما يسكن فيها دون أن يشعر بأنه في بيته من هنا يقول"ليسلي إلا لغة واحدة،ولكنها ليست لغتي"
كما أشار دريدا الى أن الطائفة اليهودية في الجزائر، والتي ينتمي أليها، على نحو غامض و ملتبس،تم تفكيكها، أو بعثرتها،ثلاث مرات على الأقل : أولا عبر فصلها في البداية عن اللغة أو الثقافة العربية أو البربرية، وثانيا: عبر فصلها عن اللغة و عن الثقافة الفرنسية، إن لم نقل الثقافة الأوربة برمتها،وثالثا: عبر أنقطاعها عن الذاكرة اليهودية ذاتها دينيا وتاريخيا.
إن إبعاد المؤلف من النص الذي كتبه هو أنما أقصاء تام لروح النص، و قد لاحظنا أن دريدا نفسه كمؤلف أول لتفكيكية ،إنما كانت إنتاجاته إنما هي ترجمة للأغتراب و التفكك و أزمة الهوية التي كان يعيشها،فلا يمكن أن تفكك نص دريدا دونما أنت تعرف دريدا؟
إن الفلسفة هي أزمة حياة فردية يعيشها الفيلسوف ،ومحاولة لأيجاد حلول للأ شكاليات تعتريه و تعتري المجتمع حسب تصوره و نظرته، فأنت لا تستطيع أستاذ أن تقرأ فلسفة كيكغارد الوجودية دونما أن تكون لك خلفية على حياة كيكغارد،أو أن تقرأفلسفة شوبنهاور المتشائمة بعيدا عن ماعاشه من مأسي في حياته و أمثال الفلاسفة الذين إنطبعت حياتهم على مؤلفاتهم كثر، نذكرهم على سبيل المثال لا على سبيل الحصر:نيتشه، جون بول سارتر،جون ستورت ميل وغيرهم، و حتى و أن حاولت أبعاد المؤلف على سبيل الأفتراض فهو لا يبرح إلا و أن يقول لك أناهنا معك .
سادسا: دريدا الأفكار و المواقف :(1930م-2004م)
ديريدا فيلسوف فرنسي معاصر تمحورت جل كتاباته حول مفهوم التفكيك أي تفكيك المعنى في النص اللفلسفي، بدأ ديريدا عمله الفلسفي بترجمة وتقديم مؤلف هوسرل"أصل الهندسة"ثم عمد مباشرة الى أصدار" الصوت والظاهرة في النحوية" و " الكتابة والاختلاف " حيث صاغ إشكالية إنتشار المعنى في النص الفلسفي، وتجدر الأشارة هنا الى مهمة التفكيك التي يتابعها دريدا في كل أعماله إنما هي في واقع الأمر مواصلة لمشروع هايدجر المتمثل في هدم الميتافزيقا.
ينتمي دريدا إلى الطائفة اليهودية المولودة في الجزائر و قد أعتبر أن هناك علاقة معقدة تربطه مع موطنه الأصلي الجزائر، التي كانت محتلة من طرف فرنسا، وقد فرض هذا الأستعمار لغته وثقافته وقوانينه على السكان الأصليين، حيث رسم حدود يستحيل خرقها، لينتهي به غريبا و أجنبيا، لا يجرؤ على أقتحام الممنوع، مقيما على تخوم العربية دون العبور الى مركزها المحرم:"أما بالنسبةلي فأن العربية كانت لغة الجار، جاري أنا ،فقد كنت أقطن على تخوم حي عربي،على حدود اللامرئي ، و المتعذر عبوره في الوقت ذاته "،لكن أنا دريدا تنكرت لجارها وبقت متكتمة الى حقيقة هذا الجار في الأستقلال و التحرر من قيود المستعمر و من المفارقات العجيبة أيظا أن يغادر ديريدا الجزائر في سفينة تسمى " مدينة الجزائر" وقد غادر موطنه الأصلي على حد قوله و هو يصاوره حلم جميل وهو " أن لا بيقي في كتاباته على أي أثر لفرنسيته الجزائرية".
نحن لا ننكر فضل فرنسا عليه والتي رعته و كونته في مدارسهاوالتي بها أصبح أستاذ وكاتب وفيلسوف أن صح القول فرنسيا، ولكن كل هذا لا يشفع لمفكر ولد في الجزائر وتربى و درس على ترابها و عايش كل الأ حداث بتجربة معاشة،و تجد في المقابل فلاسفة لم يسمعوا على الجزائر سوى بأنها مستعمرة و هم أنفسهم فرنسيين أصلا و لغتا وتجدهم يهرعون من دونما خوف الى التصريح بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره و يأتي في طليعة هؤلاء الفلاسفة و الأدباء جون بول سارترو فرانز فانون .
أنني لأجد دريدا متناقضا بين أفكاره التي يدعوا اليها وبين مواقفه فهو الذي طرح قضايا إنسانية عدة كالصداقة و الضيافة و الحق و هو نفسه الذي تكتم و أعتذر على أن يصرح بحق الجزائري في أن يكون حرا.
سابعا:نقد عام لتفكيكية:
يعجبني قول للكاتب إيجلتن يقول فيه"إن المواضيع التي تفتخر بها التفكيكية كمواضيع جديدة لاتعدوا أن تكون في الحقيقة إلا تكرار لبعض أكثر المواضيع ورودا في الليبرالية البرجوازية: الإنكار المتواضع للنظرية و المنهج و النظام، الأشمئزاز من الهيمنة و الكليانة و المعنى المستقر ، تبجيل التعددية و اللا تجانس، و الأيماءات المتكررة صوب التردد واللامحدودية،والولوع بالقراءة السريعة العملية و الأنزلاق والحركة، النفور من الأحكام النهائية،فمن السهل جدا أن نفهم لماذا يمتص هذا التعبير من طرف المؤسسات الأنجلو ساكسونية" إذا التفكيكية تلقى هذا الرواج في الدول الأنجلو ساكسونية نتيجة لتطابق أفكارها مع المناخ الفكري العام لهذه الدول ، لكن أن تجد صدى لدى الدول العربية التي مازالت قابعة داخل النمطية في التفكير و أحادية الرأي و سيطرة مفهوم الحقيقة لدى السواد الأعظم من الناس فذلك مالم أفهمه؟.
إن التفكيكية يصعب الأمساك بها، فكلما أردت أن تمسك بها تهرب منك الى مكان أخر قد تعرفه و قد تجهد نفسك في معرفته ، إنها و أن صح الأخذ و أسقطنا هذا المفهوم الراسلي الذي يصف فيه الميتافزيقا "إنها أشبه بعجوز شنطاء تبحث عن قطة سوداء في غرفة ظلماء" و أضيف الى شنطاء أنها مجنونة تتكلم لكي لا تقول شيئ.
وفي الأخير أود أن أقترح على الأستاذ نونو16 أحد النصوص التي أود منه أن يفككها:
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله" صلى الله عليه وسلم"قال:إني فرط لكم و أنا شهيد عليكم و أني و الله لأنظر الى حوظي الأن، و أني أعطيت مفاتيح وخزائن الأرض،أو مفاتيح الأرض،و أني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها"
علمت أنك قد تتحجج بمجموعة من الحجج لذا سأجيبك أختصار للوقت و الجهد:
- قد تتحجج بأنه نص مقدس ورد عن الرسول "صلى الله عليه وسلم" و لا يمكن أن أفككه و أجيبك أن التفكيكية تنفر من كلمة مقدس .
-قد تحجج أن التفكيكية جاءت فقط لتقرا النصوص الفلسفية والادبية فقط، فأجيبك بأن التفكيك حسب مايقول ديريدا تتعدى جميع النصوص مهما كانت وبدون أستثناء.
-قد تتحجج بأنك مازلت لم ترقى الى درجة أن تفكك النصوص فأجيبك بسؤال: كيف تدافع عن منهج أنت لست متمكن منه. حتى كانط يجيبك بأنه ليس المهم ان تتعلم الفلسفة بل المهم أن تتعلم كيف تتفلسف.
-قد تتحجج بأن التفكيكية هي فلسفة غربية و لا يمكن بأي حال من الأحوال تطبيقها على النصوص العربية، فأجيبك أن الكثيرمن المناهج شقت لنفسها طريقا في الفكر العربي المعاصر مثل المنهج الفينومينولوجي عند حسن حنفي .
وبعد أن كنت قد أجبتك على الإحتمالات التي قد رأيت أنك قد تتحجج بها،و حتى وأن خرج إحتمال عن هذه الإحتمالات فهو لا يعد دليل مقنع ، إذن مارس التفكيك و الإرجاء و التناص و حتى الأزاحة و الإحتمال و حاول ان تكشف خيانة النص والمعنى المناقض و السر الخفي و إن كنت أظنك تستطيع.



إن مصير فلسفة مثل هذه إلا أن تدفن و يحظر جناز تها كل أعضاء منتدى المورخون و الفلاسفة.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين    مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالجمعة يناير 07, 2011 5:37 pm

ربما لم تطلع نونو16 على الموضوع لذا أردت أن أجعله في قائمة المواضع الأخيرة ، لذا ننتظر إنتقادتك .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد النور شرقي
محارب
محارب
عبد النور شرقي


الإبداع .
عدد المساهمات : 390
التقييم : 18
تاريخ التسجيل : 23/09/2010

مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين    مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالجمعة يناير 07, 2011 5:51 pm

مشكور أحمد أمين على الموضوع وسأرد عليك لكن ليس الأن لأنه يتطلب قراءة
كما أحيطك علما أني أضفت للازاحة والاحتمال نقاش مع الدكتور محمد شوقي الزين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد النور شرقي
محارب
محارب
عبد النور شرقي


الإبداع .
عدد المساهمات : 390
التقييم : 18
تاريخ التسجيل : 23/09/2010

مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين    مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالأحد يناير 09, 2011 5:32 pm


قراءة في المنهجية

يقول هيدجر Heidegger إن هدف السؤال "هو الولوج داخل الفلسفة والإقامة فيها والتصرف وفقها، أي التفلسف" ؛ فالسؤال يحتم علينا أن "نتحرك داخل الفلسفة، عوض أن ندور حولها"

كان من البديهي أن أناقش معك ما تفضلت به حول ( تفكيك التفكيك ) وان كنت أشكرك على ما قدمته من معلومات أستقيتها وجمعتها من هنا ومن هناك فاني لابد ناقدا لأفكارك لكن قبل هذا وذاك رأيت أن بحثك لا بد من مناقشته من خلال محورين أساسيين حتى يكون ردي أكثر موضوعية ومنهجية بعيدا عن كل تلفيق وبالتالي سوف ألجأ الى تقسيم بحثك الى محورين كما تفضلت من قبل:
المحور الأول يسمى بالمحور المنهجي
المحور الثاني يسمى بالمحور المعرفي
في البداية سوف نتطرق الى المستوى أو البعد المنهجي للبحث
ما شد وأثار انتباهي للوهلة الأولى هو عنوان البحث (تفكيك التفكيك) ماذا تعني بهذا هل تمارس تفيك على التفكيك وأنت ترفض أصلا التفكيكية كيف تفسر هذا العنوان أم أن هذا اعترافا ضمنيا

نحن نعلم أن البحث الفلسفي هو حوار يراد به الإقناع لكن هذا الاقناع لابد أن يستند الى دعامة من اضافة الى هذا فان الباحث الذي لا يعرف عن ماذا يبحث عنه يمكنه أن يجد أي شيئ ويمكنه أن لا يجد أي شيئ والخطاب الفلسفي لا يبتكره صاحبه من عدم بل هو نتاج لمعترك مذاهب وأنساق فلسفية واذا أفترضنا أنك وجدت شيئ أو ما كنت تبحث عنه لا بد لك أن تنسبه الى أهله وهذا من صفات الباحث ومن آدابه على الأقل حتى يميز للقارئ بين موقف الباحث ورأيه وبين ما تقدم به من حجج تدعم موقفه كما أنه ومن الشروط المعرفية للبحث الفلسفي الاستعداد لتقبل الرأي المخالف لكن على ما يبدو قد قلت أن رايي مردود علي قبل أن أتلفض به وهذا ليس من صفات الباحث اضافة الى هذا يجب الحذر من التعصب للرأي أو المذهب .
كما أن حكاية القول بمعنى أن الفيلسوف الفلاني قد قال كذا لا يمكن أن تكون مصدرا الا عند انعدام المصدر أو فقدانه لكن نحن نرى أن الموضوع له مصادر ومراجع جمة كان من الأفضل الرجوع اليها ومنا قشة النص مباشرة دون وسيط الا عند الحاجة على العموم
تمنيت أنك ذكرت لنا مجموعة المصادر والمراجع التي اعتمدتها هذا اذا كان حقا اعتمدت على المصادر والمراجع لأن الموضوع حسب ما قرأت هو عبارة عن تجميع لبعض الفقرات من مقالات اليكترونية موجودة على صفحة الإنترنيت دون ذكرها على الأقل.

قلت (علمت أنك قد تتحجج بمجموعة من الحجج لذا سأجيبك أختصارا للوقت و الجهد):
والله يعني حسب ما أرى أنك قد وفقت في قراءة ما قد يدور في ذهني وفككته الى نقاط وأعفيتني من طرح الحجج لذلك أنا بدوري أشكرك على الحجج التي قدمتها وأبعدتني من عناء البحث.
ومن جهة ثانية حصرت الحجج فيما ذكرت حتى وان قدمت حجج أخرى فهي مردود ة علي وبالتالي ما الفائدة من مناقشتك مادامت مردودة علي حيث قلت (....وبعد أن كنت قد أجبتك على الاحتمالات التي قد رأيت أنك قد تتحجج بها،و حتى وأن خرج احتمال عن هذه الاحتمالات فهو لا يعد دليل مقنع)
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنك تحمل أفكار مسبقة دوغمائية وثوقية لا يمكن منا قشتها فما الداعي إذن لمناقشتك مادمت متشبث بهذه الأفكار وتمارس سلطة الفكر والمقدس
أما الجانب الثاني والمهم وهو المحور المعرفي أو ما يحمله النص من أفكار ومحاولة مناقشتها فهو جاهز لكن حسب ما قرأت في آخر بحثك فأظن أنه لا فائدة منه مادمت متشبث بما تراه أنت صحيح وغيرك على خطأ .
كما أنبهك أن تعيد مراجعة مانقلته للمنتدى من مقالات سابقة لأني أراها لا تتوافق وتوجهك

و تأكد تماما ( أنني أتردد في دحض أقوالك مخافة أن تعتقد أنني حينما أتكلم لا أقصد توضيح الموضوع، وإنما مشاكستك أنت بالذات) سقراط مخاطبا جورجياس (في محاورة جورجياس)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين    مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالإثنين يناير 10, 2011 3:32 pm

بداية أود شكرك أستاذي الكريم على ما تفضلت به من ملاحظات جد قيمة تدل على قرائتك الجيدة للمقال ، وو قوفك على حيثياته و أبعاده ، لكن تعلم أن الكمال صفة ألهية ، و مالانسان إلا ساعيا و طالبا له ، و ياليته وصل أليه ، و ذلك أنطلاقا من المسلمة القائلة أن الطبيعة يشوبها النقص دائما، إن أي فكرة أو أي توجه فلسفي أو أي فيلسوف مهما كانت قيمته و مكانته إلا و تعرض الى النقد لهذا لا يجب أن نتحرج من ذلك أبدا .
لقد أعجبني تقسيمك لنتقادات المقال الى إنتقادات تمس محور المنهجية و إنتقادات مضمونية، و لكن أنت تعرف أن لطرف المناقض حق الرد و تبيان و توضيح ما يكون قد اسيأ فهمه بقصد أو بغير قصد و طبعا في الأخير الاستفادة من الأخطاء التي قد مست المقال و الباحث معا.
- حول العنوان" تفكيك التفكيكية" إن كان إعتراف بالتفكيكية، نعم أستاذ إنه اعتراف بل هو إعتراف من أجل النقض ، و إن هذا الاعتراف نجده متداولا كعنوان لكتابات فلاسفة كبار و أذكر على سبيل المثال كتاب لهابرماس حول نقده لفكر هايدجر فجاء الكتاب بعنوان"مع هايدجر ضد هايدجر" و جاء في كتاب أخر لتلميذ هابرماس ذاته و هوكارل أتو آبل بعنوان" مع هابرماس ضد هابرماس" و إن شئت و أولنا التعريف بتعبير غادمير فيصبح العنوان" مع التفكيكية ضد التفكيكية"أو " تفكيك التفكيكية".
- ذكرت أستاذي الكريم" فان الباحث الذي لا يعرف عن ماذا يبحث عنه يمكنه أن يجد أي شيئ ويمكنه أن لا يجد أي شيئ "نعم قولك صحيح و أنا معك في هذا القول ، لكن لا أضن أن قولك تقصد به هذا المقال بالذات لأن غايته واضحة و منهجه أوضح و ربما يتفق معي كل قارئ له في ذلك ، فمن ناحية الغاية فهي بالاساس نقدية ومن أجل الوصول الى هذه الغاية قد قمنا بتعريف نظر ي أردنا فيه الوقوف على كلمة التفكيك ومعناها عند من أطلقها أول مرة و هو جاك دريدا، كما تناولنا المنهج الذي يتبعه هذا التو جه الفلسفي، ثم تناولنا الافكار الرئيسية التي جأت بها التفكيكية معرجين على شخصية جاك دريدا مواقفها و أفكارها و ختمنا المقال في الأخير بالانتقادات العامة التي وجهت للتفكيكية، أما على المنهج فهو تحليلي نقدي فرضته طبيعة و غاية المقال.
- لقد تكلمت أستاذي الكريم على الصفات التي و جب تو فرها في البحث والباحث ، و حكمت علي أحكام و نوعا ما مجحفة و هذا لا ينفي أبدا أنك قد أصبت في البعض من هذه الصفات التي تخص البحث .
- ومن بين ما أصبت فيه هو أن المقال يخلوا من التأسيس المنهجي و الهوامش و هذا ماسأحاول فيه الرجوع الى المراجع التي أستقيت منها الاقوال و أحاول إعادة تهميش المقال في الأيام القليلة القادمة.
-ومن بين ما أخطأت فيه هو أن تقول " إن الموضوع حسب ما قرأت هو عبارة عن تجميع لبعض الفقرات من مقالات اليكترونية موجودة على صفحة الإنترنيت دون ذكرها على الأقل" أن لا أنفي أني إستندت الى مقالين من الانترنات و هما مقال"لدكتور علي حرب حول التفكيك عند جاك دريدا،جريدة "الشرق"،الدوحة،قطر،29أكتوبر2004م.والمقال الثاني فهو قرأة لعابد أسماعيل لكتاب جاك دريدا ، أحادية لغة الأخر،بترجمة لدكتور عمر مهيبل، وكلا المقالين موجودين في منتدى التفكيك العربي للدكتور محمد شوقي الزين،أنا لم أفهم أين الخطأ في الاستناد الى المقالات الالكترونية خاصتا إذا كانت علمية واكادمية ومن فلاسفة من أمثال الفيلسوف علي حرب رائد التفكيكية في الوطن العربي. أما أن تختصر المقال في نقل لعبارات المقالتين الالكترونتين التين إستندت لهما فكلامك فيه أجحاف كبير يا أستاذي الكريم ولك أن تتأكد من ذلك.
- أما نقدك لشخص كاتب المقال فأجمل بعض ماقلت في العبارات التالية"التعصب للرأي و المذهب ، دوغمائي و وثوقي ، سلطة الفكر والمقدس" إن مالاحظته هو أنك ذكرت كل هذه الكلمات من غير ما دليل أو حجة و أنا حقيقتا لم أرى في المقال ما يعد كذلك لأنني كنت في محل عرض لأفكار التفكيكية و نقدها و لم أذكر ما هو يعد تعصبا حتى أنني لم أبدي رأيا غير مؤسس حتى تحكم علي بأني كذلك ، ثم أن الوثوق بالافكار إن كان مؤسسا لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يوضع في خانت التعصب أو أن يعد عيبا و صفة مذمومة في الباحث و قد أورد أحد الفلاسفة ذلك في قوله"أومن بفكرتي الى درجة الاعتقاد حينها فقط أستطيع الدفاع عنها" و إن لم تؤمن بأفكارك فستفشل لا محالة في أول نقاش قد يصادفك.
وفي نفس السياق قد قلت أستاذي الكريم" متشبث بما تراه أنت صحيح وغيرك على خطأ " نعم لربما أرى بأني صحيح و الغير ذلك المخالف لي على خطأ، لكن في المقابل أسعى الى تبيان صحة قولي و يسعى هو الى أن يثبت العكس ، ولو كنا نتفق في الفكرة لباركنا لبعضنا ذلك ولم يكن هناك نقاش أصلا، إن العيب إذا في التعصب و الانغلاق و عدم التحاور و الاكتفاء بإطلاق أحكام قناعتية غير مؤسسة على دليل أو حجة ، ومادمت أطرح الموضوع على الحوار فهذا لدليل يؤكد النفي لكل الكلمات التي قلتها.
- أما في ذكري لقول الرسول الله عليه وسلم في الاخير فالغرض منه هو عدم جدوى التفكيك كمنهج لقرأة النصوص القرأنية و الأحاديث النبوية ، لأنها تصطدم بعقيدة المسلم التي لا تقبل المناقشة خاصتا فيما يتعلق بالنصوص و هذا طبعا يتعارض مع مبادئ التفكيكية التي لا تؤمن بما هو مقدس، أما الاحتمالات التي ذكرتها فلي كل الحق أن أستعمل كل الحجج التي أراها مفيدة ومناسبة للمقال و الناقد الجيد هو من يقرأ أفكار معارضه و يجد نقدا لها قبل أن يستعملها ،و هذا المنهج ليس جديد أو أني إبتدعته فهو يستعمل كثيرا لدى علماء الكلام في ردهم على المسيحيين أو اليهود، و قد ذكرت في قولك أيظا " ومن جهة ثانية حصرت الحجج فيما ذكرت حتى وان قدمت حجج أخرى فهي مردود ة علي وبالتالي ما الفائدة من مناقشتك مادامت مردودة علي" لو تراجع المقال جيد لم يرد كلمة مردود عليك ، بل قلت لا تعد دليل مقنع و الفرق بين الكلمتين شاسع فلا تذكرهما على أساس أنهما يحملان نفس المعنى ،وأن كان لك دليل مقنع يخرج عما قلته؟فما الداعي أن لا تذكره؟ و أن لم تقنعني أنا فلعلك تقنع غيري بمن هم مهتمين بهذا النقاش.
وفي الأخير أتأسف أستاذي الكريم لردك الذي لم يرقى لأن يناقش المضامين الفكرية التي أ وردتها في المقال و التسؤلات التي طرحتها، و أكتفيت بالنبش في التفاصيل الضيقة و الاحاطة بالموضوع دون أن تمس صلبه فأختصرت النقاش و كأننا على مشارف نهايته بل إنتهى بعد ما لم يبد أ أصلا ، فالربما يصدق عليك قول هايدجر الذي كتبته في بداية المقال فأنت " لم تتحرك داخل الفلسفة بل بقيت تدور حولها".
حتى إني أجدك تقول" أنا بدوري أشكرك على الحجج التي قدمتها و أبعدتني من عناء البحث" صحيح أن البحث مضني ومتعب و أنا أوافقك في ذلك خاصتا في ضل الظروف و المشاغيل اليومية التي نعيشها لكن هذا لا يعد دليل أبدا يجعلك كباحث تتخلى عن أفكارك و اطروحاتك ،إنه لا يمكن أن تفسير ذلك إلا على انه بحث عن وسيلة للهروب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد النور شرقي
محارب
محارب
عبد النور شرقي


الإبداع .
عدد المساهمات : 390
التقييم : 18
تاريخ التسجيل : 23/09/2010

مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين    مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالثلاثاء يناير 11, 2011 7:05 pm

لم أطلع على المتن لكن قرأت بعض الأسطر يعجبني فيك اللغة السليمة والفلسفية ربما ...
أقول لك مشكور انتظر ردي لكن ليس في أقرب وقت أنت تعرف الظروف العمل من جهة والدراسة والامتحانات الجامعية لكن تأكد أن الرد جاهز ما علي الا أن أنقله من كراساتي الى الحاسوب وهدا يتطلب وقت
لا يجب أن نكون على حساب مصالحنا الشخصية واليومية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مؤرخ المغرب الأوسط
المدير العام
المدير العام
مؤرخ المغرب الأوسط


عدد المساهمات : 1632
التقييم : 39
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
العمر : 39
الموقع : مؤرخون وفلاسفة

مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين    مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالجمعة يناير 14, 2011 12:58 pm

عذرا على التدخل
أريد أن أرجع الموضوع إلى الواجهة فقط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http:///histoirphilo.yoo7.com
عبد النور شرقي
محارب
محارب
عبد النور شرقي


الإبداع .
عدد المساهمات : 390
التقييم : 18
تاريخ التسجيل : 23/09/2010

مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين    مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالأحد يناير 16, 2011 4:55 pm



التفكيكية ليست صنما مخيف




مقدمات لا بد منها
قبل الشروع في الرد المفصل على الموضوع لابد من الاتفاق على قواعد قبل الإمعان في البحث وإلا كان النقاش بعد ذلك عقيما لا ينتج هدفه .

تلك المسلمات التي لا يمكن تجاوزها ولا تعديها

1- أن كلام الله تعالى لا يأتيه الباطل.

2- أن محمداً هو رسول الله حقاً وصدقاً.



إذا اتفقنا مبدئيا على هذه النقطتين فلابد من الاتفاق كذلك على أن التفكيك يشتغل على كل النصوص بالسواء المقدسة أو غير ذلك ومع الأسف نحن أعطينا كل الشروح والتفاسير التي جاءت بعد وفاة الرسول صفة القدسية .



الأستاذ الكريم يجب أن أكون حرا بدون قيودك (أسئلتك المطروحة ) وإنما سأنحو منهجا خاصا في الرد و لربما السفر في جغرافيا الفكر زمانا ومكانا ولا محالة أني محاولا الإجابة في الأخير عن تساؤلاتك بعيدا عن كل مواجهة كلامية و سجالية قد تذهب بنا بعيدا عن المغزى والهدف المرجو من النقاش وبالتالي لا إنتاج لعلم ولا معرفة بقدر ما ينتج عرضا للعضلات وإبراز للقوى .



ما يمكن قوله أني قد أختلف معك في الرأي ولكن لن أتراجع ولو خطوة في معرفة رأيك في الموضوع ولا سبيل إلى ذلك إلا أن أحاججك هذا ما جعلني أستعير مقولة أرسطو ( انك لابد متفلسف سواء كنت مؤيدا للفلسفة أو خصما لها ) لأقول ( انك لابد مفكك سواء كنت مؤيدا للتفكيك أو خصما له )



إذا كان ليس من السهل أن نحدد عمل مفكر ما ونصدر حوله أحكاما قيمية دون الرجوع إلى مساره الإبداعي ككل ومتابعته فهذا يؤدي بنا إلى التنبيه أن تجنيس العقول والمعارف أعني تقسيم العلوم والمعارف والفلسفات على أساس قومي أو ديني أو جغرافي أو زماني يحول دون الدراسة الموضوعية المحايدة والمبدأ الأساس الذي تقوم عليه الفلسفة حاليا هو عدم النقد على سبيل النفي والإدانة و الإقصاء مادام الفكر أخذ وعطاء



مدخل للنقاش
زميلي أنا لم أنصب نفسي محاميا ولا حارسا مدافعا عن التفكيكية ليس لأني لا أملك العُدة الفكرية وإنما كل فلسفة لابد أن توضع على محك النقد ولها أن تدافع عن نفسها وبالتالي فالتفكيكية ليست بالصنم أو الغول الذي لا يمكن فهمه كما أن هذا المنهج له وعليه مادامت معارف الإنسان نسبية لذلك نجد الدكتور عمارة ناصر في كتابه "الفلسفة والبلاغة.. مقاربة حجاجية للخطاب الفلسفي" يقول "وبهذا اتضح أن قيمة النظرية الفلسفية ليست في قيمة الموضوع بل في قوة تبريرها لطرحها له". بمعنى آخر تكمن الأهمية في قوة ما تقدمه من حجج تدافع بها عن نفسها وهذا ما سنلاحظه مع التفكيكية .



ولما كان منطق التفكير والتأمل يمليه علينا وجودنا الراهن الذي يحتم إعمال العقل و الانتقال بالمساءلة والتمحيص بين المعضلات الفلسفية خاصة اليومية منها أو مناقشة واقعنا العربي و الإسلامي كان لزاما علينا مساءلة الواقع ولو أمعنا النظر لوجدنا الفلسفة حاليا لا تؤمن بثوابت يستند إليها وبديهيات مطلقة بل أصبحت منفتحة على إمكانات واحتمالات وتأويلات فرضتها مشاريع نقد الحداثة والقول بنهاية النسق المغلق وهذا ما سنسعى إلى تبيانه في بحثنا زيادة على ذلك يجب أن نعي أن أهمية الفلسفة ليست فقط في ما تقدم من أجوبة بل في ما تطرحه من أسئلة أيضا لذلك نجد كارل ياسبرس يقول : " إن الأسئلة في الفلسفة أهم من الإجابات عليها، وكل جواب يصبح بدوره سؤالا جديدا"



إن الفلسفة المعاصرة وما أنتجته من ترسانة مناهج في العلوم الإنسانية والاجتماعية سواء الحفر أو التأويل أو التقويض أو التفكيك أو غيرها من المناهج كلها كانت لإعادة ترتيب بيت الفكر الفلسفي من جديد ومجاوزة الميتافيزيقا الغربية وكلها تصب في قالب واحد وهو الانفلات من قبضة هيغل ابتداء من نيتشه مرورا بهيدغر وصولا إلى دريدا فأصبحت الاهتمامات أكثر تخصصا و ما هو معلوم أن الفلسفة المعاصرة لم تبتعد عن ما قدمته فلسفة كل من كانط هيغل ماركس نيتشه هيدغر الذين يمثلون الإطار المرجعي الذي لا يمكن تجاوزه بأية حال من الأحوال لذلك فالفلسفات المعاصرة أيا كان مكان ظهورها أو تطبيقها فهي دائما تعود إلى فلسفات سابقة عنها بغض النظر عن المجاوزة التي أشرنا إليها .



التفكيك ومكانته بين المناهج الغربية


لا نستطيع دراسة التفكيك في عزلة عن شك العصر لقد ظهرت التفكيكية في بداية دورة جديدة لثنائية اليقين والشك، فالشك في سلطة طرف يعني عودة اليقين إلى سلطة الطرف الآخر لذلك فان الشك هو أول خطوه الوصول للحقيقة , فكل شك هو إعلان رسمي من قبل الإنسان بطلبه للحقيقة و البحث عنها , فالتسليم المُطلق غالباً ما يجر الإنسان إلى الهاوية الفكرية , فالشك هو ” لّب العاقل ” و هو ” جوهر الإنسان الراشد ”

فالشك ارتبط بتاريخ الإنسان , فالخليل عليه السلام حاور ربهُ في القصة المشهورة الواردة في القرآن عندما أراد الاطمئنان لقلبه بمعرفة كيف يحيّي الله الموتى فطلب الاطمئنان هو مطلب للشاك أو من في قلبه شّك



وهذا لا يعني أن يتمحور كل كلامنا حول الميتافيزيقيات الدينية وحدها وهذا ما أشرنا إليه في بداية كلامنا بل هذه بالغالب نحن مؤمنين بها إيمان قلبي و خصوصاً العقائديات منها لان الكثير من المسائل لا يمكن إخضاعها للعقل وحده , فالإيمان هو توأم القلب وليس العقل , و لكن اقصد الميتافيزيقيات المختلفة سواء في المجال التراثي و الطبيعي و الأيديولوجي و السياسي لكن ومع ذلك سوف نتطرق للتفكيكية على مستوى الفكر العربي المعاصر وكيف تعاملوا معها ووظفوها في قراءة ومساءلة التراث وقراءة المقدس .



عندما نتحدث عن المناهج المعرفية يؤدي بنا هذا الى الحديث عن وظيفة الفكر الغربي وبنيته في التفكير والتعبير والتدبير وظيفته في النقد والمساءلة كما أشرنا من قبل ولو نعرض هذه المناهج فلن نجد بين التأويل والتفكيك بين الحفر والنقد تعارض كما لا نجد تطابق بينما هناك تماس معرفي ومنهجي تلتقي عنده هذه المناهج وتقاطع استراتيجي



ولما كان التفكيك إحدى هذه المناهج يرى عبد العزيز حمودة في كتابه مرايا محدبة ص114 ( أن المزاج الثقافي الفرنسي هو الذي أفرز التفكيك حيث كان المزاج الفرنسي قد شكلته قوى التجانس والتوحد والمحافظة لفترة طويلة وقد كانت تلك القوى على وجه التحديد هي التي خاطبها التفكيك في جانب منه إذ أن التفكيك بمعنى ما يقوم على رفض المذاهب السابقة ويخطئ كل المشاريع....ومن ثم فهو يريد إحلال التفكيك محل المذاهب النقدية السابقة باعتباره المشروع النقدي البديل وهكذا بدأ التفكيك في فرنسا على يد رولان بارت )



لكن في المقابل نجد أن التفكيك قد كان له جذور من قبل ولم يقتصر ظهوره على بارت أو دريدا لذلك نجد في كتاب الأختام الأصولية والشعائر التقدمية ص21 يقول علي حرب : لا أتعامل مع التفكيك بوصفه نسخة طبق الأصل كما هو عند جاك دريدا ولا بوصفه نموذجا صالحا للتطبيق وإنما أتعامل معه كإمكان لتجديد القول وتوليد المعنى أو لإعادة الفهم وبناء الموقف . نعم ثمة نسخ ولكن على سبيل الاختلاف التبديل أو على سبيل الصرف والتحويل وهذا موقفي من كل الذين تمرست بنصوصهم و أستدخلت أعمالهم سواء لدى نيتشه و هيدغر أولدى فوكو وديلوز أو لدى جاكوب وألان باديو وسواهم الذين تأثرت ببعضهم أ كثر مما تأثرت بجاك دريدا هذا فضلا عن القدماء وعلى رأسهم ابن عربي الذي أعده أهم وأقدم مفكك للعلاقة بين المعنى والأصل .



تعاريف حــــول المصطلح


يرى عبد الوهاب المسيري في موسوعته الشهيرة حول اليهود واليهودية أن عبارة «فكّ الشيء» تعني «فَصَّله وفرَّق أجزاءه بعضها عن بعض» وعكسها «ركَّب الشيء» أي «جَعَل بعضه فوق بعض» و«ضمه إلى غيره». والإدراك يكون حسب نموذج تتم على أساسه عملية استبعاد واستبقاء، أي عملية تجريد. وهذه العملية تتم من خلال عملية تفكيك وتركيب، فيقوم العقل بفصل أجزاء ظاهرة معيَّنة بعضها عن بعض ويُبقي بعضها ثم يعيد تركيبها على أُسس جديدة، أي أن التجريد والتفسير هما في جوهرهما عملية تفكيك وتركيب



ويرى جابر عصفور أن التفكيكية ترفض الإطلاق وتؤكد حرية العقل الإنساني في ألا يركن الى المقولات الجاهزة ويذكر محمد شوقي الزين في كتابه تأويلات وتفكيكات: أن التأويل يجعل من الفهم (فهم الذات أوالآخر )هو عدم الفهم الجذري على الحوار السقراطي وأن التفكيك هو إستراتيجية في القراءة تستهدف النص وتجند الحنكة والمهارة .



يعرفه " مارتن هيدجر" بقوله: إن العمل الفلسفي يمر بثلاث مراحل... تأسيس و بناء و دمار ..
فالبناء يتضمن الدمار بالضرورة أي أن يسوى ، و لكن الدمار ليس بالضرورة الدمار الفعلي بل ببساطة فك الشيء..



ولكن داريدا يقول : إذا كان التفكيك مدمرا حقا فليدمر ما شاء من الأبنية القديمة المشوهة من أجل أن نعيد البناء من جديد ...



فالتقويض إذن هو المصطلح الذي أطلقه الفيلسوف الفرنسي المعاصر جاك دريدا على القراءة النقدية (المزدوجة) التي اتبعها في مهاجمته الفكر الغربي الماورائي منذ بداية هذا الفكر حتى يومنا هذا. (د. ميجان الرويلي ود.سعد البازعي، دليل الناقد الأدبي (المغرب - 2002) ص 107

يرى جان غراندان في كتابه( المنعرج..........) المترجم من طرف عمر مهيبل أن الجذور المعرفية والقبليات الفكرية للتأويل والتفكيك تشترك أحيانا في توجه فلسفي يتمتع بصرامة مفهوميه ورؤية دقيقة كما هو الحال بالنسبة للفينومينولوجيا التي نبعت من قضاياها ومشكلاتها المحاور الـتأويلية والمقاربات التفكيكية



كذلك نجد أن التفكيك في مستواه الدلالي العميق يدل على تفكيك الخطابات والنظم الفكرية المنطقية و تقويض نماذج الحضور التي تستند إليها الحضارة الغربية و يقوم عليها الفكر الغربي، كما ساءل مجموعة المفاهيم المرتبطة بحقائق ثابتة اكتست على مرّ الزمن صبغة المقدس لدى الفكر الغربي بما يسمح بظهور بدائل حضارية تتغاير في نظمها عمّا أرسته الميتافيزيقا الغربية .



وقد أشار دريدا الى مسألة مهمة عما يقوم عليه الفكر الغربي قائلاً : إن الفكر الغربي قائم على ثنائية ضدية عدائية تأسس عليها ولا يوجد إلا بهذه الثنائية، كثنائية العقل/ العاطفة، العقل/ الجسد، الذات/ الآخر، المشافهة/ الكتابة، الرجل / المرأة، وما الى ذلك. (دليل الناقد الأدبي) 107-108.



يتبع في انتظار الرد...........................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد أمين
المدير العام
المدير العام
أحمد أمين


عدد المساهمات : 1016
التقييم : 25
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
العمر : 39

مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين    مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالأحد يناير 16, 2011 10:45 pm

مشكور أخي نونو16 على هذا المساهمة، أعلم ان الوقت ضيق امام المشاغيل التي نحن فيها لكن تعلم أن الفكرة تستحق المجاهدة و المكابدة انتظر ردي عن قريب انشاء الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تلمسان
محارب
محارب
تلمسان


عدد المساهمات : 259
التقييم : 10
تاريخ التسجيل : 27/12/2010
العمر : 35
الموقع : لا أدري

مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين    مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين  Emptyالإثنين أغسطس 29, 2011 1:28 am

للرفع موضوع مهمــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مناظرة بين الأستاذين نونو16 وأحمد أمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أين هو أحمد أمين
» عثمان أمين
» العضو أحمد أمين
» مناظرة بين المسيري والمقمني
» مناظرة: هل تلمسان وبشار وتندوف، مغربية أم جزائرية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ๑۩۞۩๑ منبر النقاشات والمناظرات الفلسفية والتاريخية๑۩۞۩๑ :: حوارت و منقاشات هادفة-
انتقل الى: